تعرف الأجهزة الإلكترونية تطورا كبيرا خصوصا و أنها تعتمد على أنظمة تشغيل مكنتها من إكتساب مكانة عالمية، فالأجهزة الذكية من هواتف و لوحيات و أجهزة أخرى بدأ الاهتمام بتطويرها مثل النظارات و الساعات...أصبحت تعرف إقبالا كبيرا من طرف المستخدمين أو لنقل أنها أصبحت من الحياة اليومية للأشخاص، و من أهم أنظمة التشغيل التي ساهمت في إغناء السوق العالمية بأجهزة ذكية مختلفة هو نظام اللينكس و لا يمكن الحديث عن هذا النظام دون إعطاء نبذة بسيطة عن اليونيكس.
نبذة تاريخية على Unix :
فنظام Unix هو أول نظام تم تصميمه من الأساس للشبكات ة و الأمن و كذلك تعدد المهام و تعدد المستخدمين، الجدير بالذكر أنه تم تطويره في بداية السبعينات في مختبرات شركة "Bell" الأمريكية للهاتف من قبل كين ثومبسون، إلا أنه استخدم لغة برمجة سيئة، و بعده إخترع بريان كيرنيغان و دينس ريتشي لغة C للبرمجة، و بها تم إعادة كتابة Unix.
فميزات لغة C للبرمجة ساهمت بشكل كبير في نقل Unix بسهولة إلى مختلف أجهزة الكمبيوتر أنذاك، بحيث أثبت هذا النظام أنه الأفضل بلا منازع، هذا الأداء الجيد للنظام جعله يستخدم بكثرة في الجامعات و أصبح الألاف من الطلاب يجيدون إستخدام لغة C للبرمجة و بالتالي نظام Unix، ليتم إدخال العديد من التحسينات عليه.
و نظرا لنجاح هذا النظام أصبحت شركة Bell ( و التي أصبح إسمها من بعد AT&T) تقوم بتهديد الجميع و تطالبهم بدفع الأموال مقابل إستخدامهم لنظامها و تعديل شفرته.
ظهور مجموعة Free Software Foundation :
هذا التهديد أغضب الكثير من المستخدمين خاصة الذين يعملون في الجامعات لأنهم عملوا بجد لتطوير يونيكس و في الأخير أصبحت شركة Bell تطالبهم بدفع المال حتى يتمكنوا من استخدام نظام Unix الذي تعبوا على تطويره.
و من الذين أغضبهم هذا التصرف هو ريتشارد ستولمن، و الذي قرر أن يبدأ في تطوير نظام تشغيل جديد شبيه بالسابق و ذلك عام 1984، و الإختلاف المميز له هو أن شفرته تكون مفتوحة المصدر Open Source Code حتى يتمكن أي شخص أن يدرس البرنامج و يعدّل فيه بكل حرية، و يمكنه كذلك أن يبيع نسخته بأي سعر بشرط أن يترك مجال التعديل مسموحا للأخرين.
و قد حصل هذا المشروع أو ما يسمى بمؤسسة البرامج المفتوحة Free Software Foundation على دعم الكثير من الناس، و الذين بدؤوا في كتابة نظام تشغيل جديد أطلقو عليه إسم GNU's Not Unix باختصار GNU.
شرح البرامج المستخدمة في نظام التشغيل :
نظام التشغيل كيفما كان ليس عبارة عن برنامج واحد، بل يتكون من عدة برامج، أهمها هو الكيرنل Kernel سواء كان Unix, Linux, Windows, و غيره من أنظمة التشغيل...
و يعتبر Kernel البرنامج الذي يتعامل مع الذاكرة و وحدة المعالجة المركزية و القرص الصلب...و قد تمت كتابة هذا البرنامج بلغة البرمجةC أما جهاز الحاسوب يفهم فقط لغة الألة، و لهذا نحتاج برنامج يترجم لغة البرمجة إلى لغة الألة و البرنامج لذي يقوم بهذا الدور هو كومبايلر Compiler .
فبرنامج Kernel ضخم و يجب أن يقسّم إلى أجزاء صغيرة حتى يتمكن أي شخص من تطوير كل جزء بسهولة، و في النهاية يجب أن يجمع هذه الأجزاء مع بعضها البعض للتنفيذ، و البرنامج الذي يساعد على ذلك هو Assembler.
و لتطوير Kernel سيجد المستخدم أن هناك بعض الشفرة التي يحتاج إستخدامها في أماكن متعددة داخل برنامج الكيرنل، و حتى يكتب تفس الشفرة مرة واحدة وبدلا من أن يكتبها مرات عديدة. و بعد ذلك إذا إحتاج المطور إستخدام نفس الشفرة مرة أخرى يكفي أن يضيف مؤشر إليها، هذه الشفرة التي تستخدم بكثرة و توضع في مكان واحد تسمى مكتبيات Library.
و قد أدركت مجموعة Free Software Foundation بسرعة انهم قبل أن يبدؤوا في تطوير الكيرنل، يجب أن يكتبوا أولا برامج Compiler, Assembler, Library و أشياء أخرى، و قد إستغرق كتابة هذه البرامج بضع سنين، و عندما شرعوا في تطوير Kernel و الذي أطلقوا عليه إسم Hurd و اجهوا عدة مشاكل و صعوبات إلى حدود سن 1991.
نشأة اللينكس :
في هذه السنة بالذات، و في فنلندا، كان هناك طالب جامعي يدعى Linus Torvalds، هذا الطالب كان يتمنى أن يستخدم نظام Unix على حاسوبه الخاصPC و الذي كان يستخدم في جامعته، إلأ أن أنظمة Unix كانت في ذلك الوقت تعمل على أجهزة Mainframe و هي أجهزة كمبيوتر عملاقة، و تعمل كذلك على أجهزة Workstation و هي أجهزة كمبيوتر يستخدمها العلماء. و الفرق بين هذه الأجهزة و جهاز PC، أنها غالية الثمن، و طالب جامعي مفلس مثل Linus لن يستطيع أن يؤدي ثمنها، فهو يتوفر على حاسوب شخصي و ينقصه نظام تشغيل، هذا السبب دفعه لتطوير نظام تشغيل يستطيع أن يعمل على جهازه الخاص.
هذا الطالب إستطاع كتابة برنامج Kernel الذي كان ينقص مجموعة البرامج المفتوحة و التي تمكنت من كتابة البرامج الأساسية الأخرى، و قد أطلق لينس على هذا الكيرنل إسم Linux، نسبة إلى الجمع بين إسم Unix و الحرف الأول من إسمه، و بذلك تمكن Linus Torvalds من تطوير نظام تشغيل كامل بحيث : Linux + GNU Software = OS
توزيعات اللينكس :
معنى توزيعة اللينكس : هو جمع البرامج المجانية الموجودة على الأنترنت ( Kernel + KDE + GNOME + GNU + برامج أخرى ) ثم عمل بناء Compile لهذه البرامج و التأكد أنه لا يوجد تعارض بينهم.
و شركات التطوير الموجودة حاليا مثل RedHat و Mandrake و Suse تعمل نفس الشيء، إضافة إلى أنهم يقومون بتطوير برامج تساعد على تثبيت توزيعاتهم و التحكم بها.
يمكن لأي شخص أن يقوم بتحديث جميع البرامج الموجودة على توزيعة لينكس و التي يستخدمها حاليا و ذلك من خلال موقع الأنترنت كما يمكنه تنزيل النسخة الجديدة لهذه البرامج مجانا، لأنها مغطاة برخصة GPL مما يمكن للعديد من الأشخاص أن يقوموا بالإطلاع على شفرة البرامج و تحسينها، كل هذا يمكّن من تطوير هذه البرامج بشكل أسرع من البرامج التجارية و التي تخضع لإعتبارات تسويقية.
و تعتبر برامج الواجهة الرسومية KDE و GNOME إضافة لنظام اللينكس بحيث يمكن للمستخدم أن يعمل بنظام لينكس بدون أ، يستخدم الواجهة الرسومية، بخلاف نظام الويندوز الذي يحتاج بالضرورة للواجهة الرسومية و هذه الخاصية من بين أهم الخاصيات التي يتميز بها اللينكس.
خاتمة :
في هذه المقالة تطرقنا لنظام Unix و أسباب البحث عن نظام تشغيل مفتوح المصدر و الصعوبات التي واجهته حتى تمكن الفنلندي من كتابة نظام اللينكس و الذي أصبح قاعدة أساسية لتطوير توزيعات مختلفة، هذه التوزيعات إختلفت في أهدافها إلى أنها تشترك في قاعدة موحدة بخلاف الأنظمة الأخرى.
هذا التميز ساعد الكثير في تطوير عدة توزيعات و أهمها في الوقت الحالي نظام الأندرويد، الذي مكن من تطوير الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية و أجهزة التلفاز الذكية... و أجهزة أخرى يتم العمل على إصدارها في المستقبل و ذلك بعد أن إشترته شركة جوجل منافسة بقوة شركة Apple.
و يرجع الفضل في التطور الكبير الذي تعرف هذه الأجهزة إلى السنوات التي كان يجتهد فيها أشخاص لم يتوفروا على أنترنت و لا على أجهزة قوية تساعدهم في عملهم بل ساعدهم في ذلك هو الحاجة إلى الإبتكار.
أتمنى أن ينال المقال إعجابكم و أن يفيد كل من أراد الإشتغال بتوزيعات اللينكس.
يمكنك مشاركة الموضوع مع أصدقائكم حتى تعم الفائدة من خلال المواقع الاجتماعية + Facebook, Twitter, Google
,