في الشهر الماضي أعلنت نوكيا عن سلسلة هواتف جديدة و التي تتضمن كل من Nokia X و Nokia XL و Nokia X+ كنماذج أولية لها، إلا أنّ الشيء المميز في هذه السلسلة هو أنها جاءت بنظام أندرويد معدل و هو أمر لم نعهده من شركة نوكيا خصوصا بعد أن سيطرت عليها مايكروسوفت و دعمها بنظام ويندوز فون، الغريب في الأمر أن نظام الأندرويد يعتبر منافسا قويا للويندوز فون و هذا يطرح عدة تساؤلات حول الأهداف الرئيسية لشركة نوكيا و مايكروسوفت من هذه السلسلة :
1- الهدف الأول هو غزو الأسواق النامية و الصاعدة :
مما لاشك فيه أن شركة مايكروسوفت و نوكيا تطمحان لغزو مختلف الأسواق في جميع أنحاء العالم في مجال الهواتف الذكية الذي تسيطر عليه حاليا ابل و سامسونج، و لتحقيق هذا الهدف تحاول الشركتان بعد إتحادهما كسب ثقة المستخدمين.
.و حسب الخبراء فأي شركة ترغب في الإطاحة بعمالقة الهواتف الذكية يجب عليها أن تقدم شيئا مميزا من خلال إطلاق هواتف ميزة و رخيصة الثمن خاصة و أن الأسواق النامية و الصاعدة و التي تشكل الأغلبية تحتاج لهذه النوعية من الهواتف اكثر من حاجتها للهواتف الراقية.
فالأسواق النامية و الصاعدة تشكل رواجا كبيرا لمختلف الهواتف و الأجهزة المنخفضة التكلفة خاصة لدوي الدخل المحدود، و لهذا فإن شركتا نوكيا و مايكروسوفت تقدمان سلسلة هواتف Nokia X و بأسعار مغرية تتراوح بين 89 أورو و 109 أورو.
2 - تهيئة الملايين من البشر لإستخدام الويندوز فون :
سلسلة هواتف نوكيا إكس تأتي بواجهة مشابهة لواجهة الويندوز فون و هو أمر في غاية الذكاء من شركة مايكروسوفت، فإطلاقها لهواتف ذكية تعمل بنظام الأندرويد و بواجهة تشبه منصتها الهدف منها هو تهيئة الملايين من مستخدمي سلسلة نوكيا إكس من أجل الإنتقال مستقبلا إلى هواتف تعمل بنظام الويندوز فون، فإذا انتشرت هذه الهواتف في الأسواق العالمية بقوة فسيصبح هذا الهدف ممكنا.
3- تسويق تطبيقات و خدمات مايكروسوفت :
من المعروف أن خدمات جوجل و من بينها تطبيقات متجرها إستطاعت أن تغزو العالم في وقت وجيز لتجعلها مسيطرة عليه في غياب منافس قوي، و لهذا فشركة مايكروسوفت تسعى جاهدة لتسويق منتجاتها و خدماتها و انتشارها بين الكثير من المستخدمين عن طريق هواتف نوكيا إكس و بنظام الأندرويد فهذه الهواتف تم تزويدها بمحرك البحث Bing كمحرك افتراضي إضافة إلى أن هذه الهواتف تأتي تأتي بعدة تطبيقات خاصة بميكروسوفت من بينها سكايب و الخدمة السحابية OneDrive إضافة إلى خدمات أخرى، كما أن متجر Nokia Store سيستفيد هو الأخر من خلال الحصول على عدد تحميلات أكبر للتطبيقات و الألعاب الخاصة بالأندرويد و المعدلة.
خلاصة :
بعد الشراكة التي تجمع شركتي نوكيا و مايكروسوفت كان من الضروري المضي قدما لمنافسة كبريات الشركات في مجال الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية، و هذا لن يتأتى لهما عن فراغ بل كان من الضروري خلق منتوج مشترك مميز للتوغل في الأسواق العالمية و ذلك من خلال سلسلة هواتف نوكيا إكس بنظام الأندرويد المعدل و التي تعتبر خطوة ذكية من أجل تحقيق أهداف مستقبلية بطريقة غير مباشرة.