الحكومة والساعة المضيئة في الظلام


الساعة الاضافية

كعادة الحكومة تحب أن تفاجئ محبيها ومواطنيها المخلصين، وهو ما فعلته حين استدعت بعض المواطنين الشرفاء الذين يكدون ليل نهار ويتعبون من أجل لقمة العيش، استعدتهم بحجة أن تريهم إحدى اختراعاتها الجديدة الناجحة - كما هو حال اختراعاتها دائما – ألا وهو ساعتها التي تشع وتنير في الظلام، وكعادة المواطنين الطيبين فقد صدقوا الحكومة كما كانوا مرارا وتكرارا.

وقد حدث ما حدث ودخل المواطنون إلى الغرفة المعنية لتريهم اختراعها الجميل، ويقول أحد شهود العيان: " لقد استغلت الحكومة غياب وعي الناس وحسن نواياهم وقامت بجرجرتهم إلى الغرفة"، وقد ظهرت الابتسامة العريضة على محيا الحكومة والتي قامت بإلقاء خطاب جميل يرسم مستقبلا باهرا لهؤلاء المواطنين  قبل أن تفاجئهم بالمستقبل العريض الذي كان بالغرفة المظلمة.

وقد قام بعض المواطنين - الشرفاء - الذين قاموا بتجربة رؤية الساعة المضيئة من قبل بتحذير المواطنين الجدد من الحكومة ومن نيتها السيئة، لكن للأسف الشديد لم يصدق المواطنون كلام هؤلاء المواطنين وفضلوا تصديق ادعاء الحكومة الذين وصفوا هؤلاء المواطنين الذين قاموا بتجربة الغرفة المذكورة بالخائنين والمتآمرين قبل أن تقوم بطردهم ونبذهم لأنهم لم يقدروا قيمة هذا الاختراع الرائع.

وسرعان ما دخل المواطنون المساكين الغرفة المظلمة وفوجئوا بحالتها؛ فقد كانت غرفة نتنة مليئة بالفساد، وسرعان ما تبدلت الابتسامة التي على محيا الحكومة إلى وجه عبوس، وقامت بالتكشير عن أنيابها، وأشهرت الأسعار العالية والضرائب المرتفعة، وعندما حاول المواطنون - الشرفاء-  الهروب من الغرفة إلى الخارج قطعت الحكومة عليهم الطريق بواسطة استخباراتها وأجهزتها الأمنية، وقامت بسلبهم الأموال والأملاك وفعلت ما فعلت لتجبرهم على تمجيدها والهتاف لها قبل أن يلحقوا بمصير إخوانهم السابقين - المتآمرين - .

وبصدد ذلك فقد أشار البعض إلى أن المواطنين - الشرفاء- لم يقوموا بشكوى الحكومة إلى الإعلام أو منظمات حقوق الإنسان خوفا من أن يصابوا بأنفلونزا الدبابير، وذلك حرصا من الحكومة على صحة مواطنيها الشرفاء، فأنفلونزا الدبابير تشمل آلاما مبرحة في مختلف مناطق الجسد، وقد شدد المواطنون على أن الحكومة لم تقم بعمل أي شئ يستدعي الشكوى مشيرين إلى " أننا لهم يفعلون بنا ما يشاؤون، فجحا أولى بلحم طيره"، فيا ترى هل حقا رأوا تلك الساعة التي تنير في الظلام؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-