في عالم متسارع بالكوارث ضمن الكارثة الأكبر جائحة كورونا و التي اثرت على العديد من الشركات المزودة لمختلف الخدمات و كلفتها خسائر لا يمكن حصرها في ظل استمرارية الجائحة تجد بعض الشركات نفسها ضمن دوامة أخرى و كارثة أكبر و لا شك بأننا نتحدث هنا عن الحريق الذي نشب في شركة OVH الفرنسية و الذي اجتاح المواقع الالكترونية و منصات التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين و ذلك طبيعي جدا بسبب طبيعة عمل الشركة و تفرع أثار الحريق ليلاحظه عدد كبير من مستخدمي المواقع الالكترونية .
شركة
او في اتش هي شركة فرنسية الأصل متخصصة في تقديم الخوادم و خدمات تخزين الحوسبة
السحابية و هي ليست شركة عادية أو ناشئة أو صغيرة بل هي ثالث أكبر مزود خدمات
سحابية و استضافات في العالم و الأول على مستوى دول القارة العجوز كما يقدم خدماته
في آسيا و أمريكيا . شركة او في اتش تمتلك أكبر مركز بيانات سحابية في العالم من
حيث المنطقة السطحية و تخدم عدد هائل من المواقع الالكترونية و هنا أعتقد بأن سبب
الجدل الذي سببه الحريق أصبح أكثر وضوحا إذ أنه في ظل اكتساح المواقع الالكترونية
لحياة عدد كبير من المستخدمين لاحظ عدد كبير منهم تعطل الموقع الالكتروني الذي
يعمل به أو يستخدمه و في الواقع حتى الآن يقدر عدد المواقع التي تضررت من الحريق
بالملايين .
طال حريق شركة او في اتش أحد مراكز بياناتها المتخصصة و تبلغ سعة المبنى المحترق خمس طوابق و استمر الحريق ما يزيد عن ست ساعات كاملة حتى تم السيطرة عليه و أكثر من مئة و خمسة عشر رجل اطفاء و عدد كبير آخر من سيارات الاطفاء و شمل الحريق مقر الشركة في مدينة ستراستبورغ الفرنسية .
و بينما خرجت الشركة تمني نفسها بعدم وقوع
اي اصابات بشرية و بسلامة كوادرها بشكل كامل لم تكن الخسائر المادية معدومة أيضا
إذ أنه من المبكر الحديث عن ذلك بالأرقام و لكن يتوقع أن تبلغ خسائر المواقع
الالكترونية الضخمة التي تعمل على خوادم شركة او في اتش الفرنسية ملايين الدولارات
فمع الجهد الكبير الذي تبذله الشركة لإصلاح ما تلف بسبب الحريق لن تعمل الخوادم
قبل منتصف الشهر الجاري على أفضل تقدير وهذا بلا شك يسبب مأزق كبير لأصحاب
المواقع و هذا ناهيك عن خسائر الشركة نفسها.
تعمل شركة OVH على تنشيط خطط التعافي الخاصة بها حتى تخرج من المأزق و لا تزال ردة فعل أصحاب المواقع المستضافة على خوادم الشركة ضبابية و ليس من المستبعد أن تطالب بتعويضات عن خسائرها سواء من ناحية مادية او من ناحية جمهور هذه المواقع الذي قد يتأثر بشكل غير مباشر من تعطل خوادم او في اتش و في الأيام القادمة سوف تضح هذه التفاصيل بشكل أكبر و سوف تزول الضبابية التي تغلف موقف الطرف الآخر. في الواقع حريق شركة او في اتش لا يعدو أن يكون مجرد كارثة أخرى من الكوارث التي تصيب أي شركة في أي وقت و كما نعلم بأن الحرائق تنشب بأعداد كبيرة يوميا و لكن إذا امعنا النظر قليلا فسنجد له بعد آخر يثبت لك كم أن العالم أصبح معتمد بشكل لا مراء فيه على مواقع الشبكة العنكبوتية و يعطي تصور عن الضربة الاقتصادية و الاجتماعية القوية التي يمكن أن يسببها تعطل شركات الخدمات السحابية للمواقع الالكترونية .