خروج شركة ال جي من سوق الهواتف الذكية


LG


ان سوق الهواتف الذكية واحد من أقوى الأسواق و أكبرها على مستوى العالم و خصوصا في الوقت الحالي حيث أصبح واحد من أهم روافد الاقتصادات و طريق لشق ثروات تقدر بالمليارات بشكل سنوي. مع ضخامة سوق كهذا تجد بأنه في حركة دائمة ما بين الصعود و الهبوط على مستوى أداء الشركات فنجد بأن أحدها قد أثبت نفسه على الساحة كمنافس قوي و اسم يحسب له حساب و أخرى لم تجد سبيلا يرشدها إلى النور فأضحت كأنها لم تكن.


شركات الهواتف الذكية تنقسم ما بين الشركات العمالقة و المتطورة و الناشئة و في هذا المقال خصصنا الحديث عن واحدة من الشركات المعروفة عالميا و الرائدة عندما نتحدث عن مجال الأجهزة الكهربائية و الأجهزة الذكية بشكل عام و هي شركة ال جي و التي صدمت جمهورها و أعلنت خبرا عده الكثيرون مفاجئا و غريبا و هو اعتزامها الخروج من سوق تصنيع الهواتف الذكية ، و في الواقع كانت هذه الخطوة غير متوقعة بشكل نهائي  و نالت الكثير من التحليلات و الآراء ما بين مؤيد لهذا القرار الشجاع و ما بين مستنكر له و متحدثا بأن هذا سوف يضعف موقف الشركة ككل في الأسواق.


قبل الإعلان الرسمي ذكرت وسائل الإعلام الكورية أن شركة ال جي قد قررت بيع القسم الخاص بالهواتف الذكية لأحد الشركات الفيتنامية و بحسب التقارير هي شركة VinGroup و ذلك في مطلع يناير ، و تخيل بأن البعض لم يصدق ها الخبر الا عندما خرجت الشركة بنفسها و قالت رسميا بأنها قد قررت بيع القسم حقا بعد سنوات طويلة من الانجاز و عشرات الاصدارات من الهواتف التي أطلقتها.


في الخطابات الرسمية للشركة كانت دائما ما تبرر خروجها من سوق الهواتف الذكية بأنها تريد أن تركز ضخ مواردها المالية و تركز جهد القائمين عليها من مدراء و عاملين على قطاعات أخرى لربما تكون أكثر ربحية و مصدر مالي أقوى و أكثر قدرة على المنافسة. وضحت ال جي بأنها تريد أن تصب اهتمامها على القطاعات التي تمتلك المستقبل حيث أنها آخذة بالنمو و التطور و من أبرز هذه القطاعات هي قطاع المنازل الذكية و الذكاء الاصطناعي و حوسبة الحياة من خلال المنصات و الخدمات الالكترونية فضلا عن عزمها تعزيز وجودها و سطوتها في مجال قطع السيارات و خصوصا الكهربائية منها.


قد ننظر إلى قرار ال جي من جانب تقني و نقول بصدق بأنه لربما لن يشكل ضربة قاضية تهز سوق الهواتف الذكية لأن البدائل كثيرة و عدد الهواتف و اصدارتها و مصدريها كافي بحيث  لا يفتقد إلى تخلف بعض من الرفاق ، الا أن الأمر يأخذ بعدا اقتصاديا و اجتماعيا آخر بتعلق بآلاف العاملين في اقسام الشرمة المتعلقة بالهواتف الذكية في مختلف مراكزها حول العالم حيث أنهم يعانون من مصير مجهول وفق تعليق بسيط و مقتضب لشركة ال جي تفيد فيه أن التفاصيل المتعلقة بالتوظيف سيتم تحديدها على المستوى المحلي”.


خروج شركة ال جي من سوق الهواتف الذكية كان مبرر فيه وجهة نظر البعض ذلك و أنه خلال مسيرتها الطويلة أصدرت هواتف جيدة و لكنها لم تكن قادرة على دخول سلك المنافسة و في حد وصف الكثير من متابعي سوف الهواتف أنها و بطول تواجدها في المجال كانت تحقق الخسائر المخيبة و لم تكن يوما الطرف الرابح في أي معادلة، و بحسب وسائل اعلام كورية خسرت الشركة مبلغ يزيد عن الأربع مليارات خلال فترة قصيرة نسبيا في سوق الهواتف الذكية.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-