أصبح مفهوم الربح من الانترنت شائع جدا في هذه الأيام و أصبح كغيره من المجالات سوق واسع تحكمه قواعد معنية و من الممكن أن يذهب بك لمكان مختلف تماما من حيث المهارات و الأوضاع المادية إذا ما أحسنت استثماره و استغلاله. في هذا المقال سوف نتحدث عن واحد من مجالات الربح من الانترنت الجديدة و التي لربما لا يعرفها الكثيرون على الرغم من أنها و ان اعطيت حقها من الانتشار سوف تحقق دخل ممتاز للكثيرين و هي طريقة الرموز غير القابلة للاستبدال NFT و التي أصبحت هوس عند الكثيرين.
بدأ الأمر اعلاميا
بخبر ببيع لوحة تدعى لوحة افري دي بمبلغ تقدر قيمته بما يقارب التسعة و ستين مليون
دولار و هي ثروة ضخمة مقارنة بلوحة واحدة لربما لم يجمعها عدد هائل من الفنانون
طيلة حياتهم. اليوم يمكن أن تباع لقطة رقمية أيضا بهذه الطريقة.
أولا و قبل أن نشرح
مبدأ ال NFT بشكل
مفصل عليك أن تعرف أنه من الطبيعي جدا ان تشعر بالدهشة و الاستغراب من هذا المبدأ
و من مفهومه لكن حاول أن تستذكر دائما أن لوحة أصيلة كلوحة الموناليزا تباع بمبلغ
يقدر ب 800 مليون دولار على الرغم من أن عدد كبير من الناس يجدوها لوحة عادية و
غير مميزة بشيء. فكرة ال NFT تقوم على بيع أشياء أصيلة و عرضها في مزادات
بشكل رقمي. على سبيل المثال تبيع رابطة كرة السلة الأمريكية اليوم لقطات معينة
لحركات جميلة يقوم بها بعض اللاعبين و قد بيعت الكثير من اللقطات بآلاف الدولارات
في الفترة الأخيرة لعشاق اللعبة. مثال آخر يوضح الفكرة هو قيام شركة تويتر ببيع
أول تغريدة في هذا الموقع على الاطلاق بملغ يقارب الثلاثة مليون دولار لأحد
الأثرياء المهتمين بالتطبيق.
أعتقد بأن الفكرة
تكونت لديك الآن بأن ال NFT عبارة عن بيع للقطات أو رمزيات رقمية تمتلك قصة و
تسمى هذه الاشياء برموز غير قابلة للاستبدال أي أنها متفردة و متميزة. حان وقت أن
نضيف لك عنصر المفاجأة في المفهوم فنحن شبه متأكدين من أنك تعتقد أن هؤلاء الناس
يشترون مقاطع فيديو و منتجات رقمية رمزية بقصد امتلاكها سواء للعمل التجاري أو
للتفاخر لكن هؤلاء الناس بعد الشراء لا يمتلكون هذه المواد رسميا و حقوق ملكيتها
لا تعود لهم اطلاقا و مثلا إذا ما اشتريت مقطع فيديو NFT و من ثم قمت بنشره على
يوتيوب سوف يحذف لأنك لا تمتلك حقوق ملكيته و شراءه هو بقصد أن ينسب لك كملكية غير
قابلة للاستخدام.
قد تعتقد بأن الأمر
مجنون تماما بعقليتك التجارية البسيطة لكن الواقع يثبت العكس فالكثير من الأثرياء
بل و حتى متوسطي الدخول المهووسين بشيء ما لحد الجنون مستعدون أن يدفعوا مالا
مقابل أن ينسب هذا الأمر لهم كقطة أليفة مثلا لا يمتلكوها و لا يستفيدوا منها بل
يتفاخروا بها و تعمل على تحسين مزاجهم لا أكثر.
الرموز غير القابلة
للاستبدال كمفهوم عام هو كالسابق لكن عندما تتوسع فيه ستكتشف أنه مجال ابداعي و
جنوني في نفس الوقت يهدف الى الابتكار و تبادله بالدرجة الأولى و بينما بدأ بلوحة
كما أسلفنا في المقدمة فإنه توسع ليشمل تصميمات واقع افتراضي و ألعاب فيديو و
تصميمات و غرف الواقع المعزز، و قد بيعت الأصول و تم تبادلها من خلال التشفير و
منصة ايريثيوم بملايين الدولارات في الفترة الأخيرة و كل شخص اليوم يشهد مجال ناشئ
كهذا و يجد نفسه فيه يجب أن لا يفوت الفرصة و أن يستغل ضعف المنافسة و يصبح رائد
فيه منذ البدايات.