هل تصنع حقائب هيرميس الفاخرة في الصين؟ فيديو على "تيك توك" يُفجّر الجدل

حقائب هيرميس


أثار مقطع فيديو نشره أحد المؤثرين على منصة "تيك توك" ضجة واسعة بين مستخدمي الإنترنت، بعدما زعم أن بعض حقائب العلامة الفاخرة "هيرميس" يتم تصنيعها في الصين، وتحديداً في مصانع غير معروفة لعامة الناس. هذا الادعاء، الذي انتشر كالنار في الهشيم، دفع الكثيرين إلى إعادة النظر في مفاهيمهم حول المنتجات الفاخرة وعلاقتها بالسعر والمكان والجودة.


خلفية القصة:

في الفيديو الذي لاقى ملايين المشاهدات، يظهر أحد صانعي المحتوى المعروفين بعرضه لمنتجات مصنوعة يدوياً تُشبه إلى حدّ كبير حقائب "هيرميس بيركين"، مع الإشارة إلى أن هذه الحقائب يتم تصنيعها في الصين بجودة عالية جداً يصعب تمييزها عن الأصلية، وبتكلفة إنتاج لا تتجاوز 1,250 دولاراً، مقارنةً بسعر الحقيبة الأصلية الذي قد يصل إلى 35,000 دولار أو أكثر.

هذا الكشف أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الفخامة الحقيقية تكمن في جودة الصنع أم في العلامة التجارية نفسها.


الحقيقة خلف الادعاء:

رغم أن شركة "هيرميس" تؤكد دائماً أن جميع منتجاتها تُصنع يدوياً في فرنسا، إلا أن وجود ورش أو مصانع تقوم بإنتاج نسخ مطابقة (وليست بالضرورة مزيفة) يعيد النقاش حول ما يُعرف بـ "الحقائب المستوحاة من التصميم الأصلي" أو ما يُطلق عليه "البدائل الفاخرة".

وفي حين لم تُعلّق هيرميس رسمياً على الفيديو المنتشر، إلا أن الملفت هو تركيز العلامة الفرنسية منذ سنوات على إبراز حرفية الحرفيين الأوروبيين وندرة المواد المستخدمة في الصناعة، ما يُعد أحد أعمدة تسويقها.


صدمة المستهلك وتحوّل النظرة:

الفيديو لم يقتصر تأثيره على المتابعين فحسب، بل أطلق موجة من النقاشات بين المهتمين بالموضة والمستهلكين الذين شعروا بنوع من "الخداع النفسي"، حيث تساءل البعض: لماذا ندفع آلاف الدولارات لمنتج يمكن تصنيعه بنفس الجودة تقريباً وبجزء بسيط من السعر؟

على الجانب الآخر، رأى البعض أن ما تبيعه "هيرميس" ليس فقط الحقيبة، بل أيضاً التجربة، الإرث، والتاريخ المرتبط بالعلامة.


حقائب هيرميس


هل يتغيّر مشهد الفخامة؟

هذه الواقعة تسلط الضوء على تحوّلات جذرية في عالم الموضة الفاخرة، حيث لم يعد المستهلك يقبل بالسرديات التقليدية دون تدقيق. ومع تطور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل كشف تفاصيل سلاسل الإنتاج، ومصادر المواد، وحتى الأرباح الهائلة التي تحققها العلامات الكبرى مقارنةً بتكلفة التصنيع الفعلية.


خلاصة :

بين الجدل حول الموثوقية، والأسئلة عن القيمة، والصورة النمطية للمنتجات الفاخرة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيدفع هذا النوع من المحتوى مزيداً من المستهلكين إلى إعادة التفكير في خياراتهم؟ وهل تستطيع العلامات العريقة مثل "هيرميس" الصمود أمام عصر الشفافية الرقمية؟


تعليقات